جماع مسعود
المدير العام
المشاركات : 461
| موضوع: محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى (3) الإثنين 24 يناير 2011, 5:32 pm | |
| وقبيل تنصيب آدم خليفة لله فى الأرض، دار حوارا بين الله عز وجل والملائكة كما جاء ذكره فى سورة البقرة " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) " وكما هو واضح من سياق الآيات فإن الحديث لم يكن مقتصراً على جعل الإنسان خليفة دون ذكر تاريخه وأنه سوف يقتل ويسفك الدماء مما جعل الملائكة فى حالة إستغراب وفى نفس الوقت يظهر رغبتها فى الاستخلاف، والله أعلم، فقولهم أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك يحتمل المعنيين حيث أن مقارنة الملائكة مابينها وبين الإنسان يظهر أن الملائكة تحس أنها الأولى بشرف الإستخلاف من الإنسان الذى يفسد الأرض ويسفك الدماء بينما هى تسبح بحمد الله وتفعل ما تؤمر وأيضا تحتمل المعنى الثانى وهو تعجبها من القرار ذاته، فما كان من رب العزة هو القول لهم بأنه أعلم بما لايعلمون. فما هو الشئ الذى سيقنع به الله الملائكة حتى تسجد لآدم عن رضا واقتناع؟. لقد جرت حكمة ربى ألا يحاجج خلقه الا بما هم بارعون فيه، لقد كان قوم فرعون بارعون فى سحر أعين الناس فجاءهم موسى بالعصا التى تصبح ثعبان مبين بأمر الله يبتلع عصيهم وحبالهم التى تظهر فى صورة ثعابين فى أعين الناس المسحورة ولما رأى السحرة الآيات وهم عندهم سر مهنتهم فهموا أن موسى عليهم السلام ليس بساحر ولكن ما رأوه هو الحق فكانوا أول المسلمين. كذلك فإن العرب أهل بيان وبلاغة ويكاد الشعر أن يكون لغتهم فكان القرآن، الذى لا يستطيع أى من خلق الله من جنّ ولا إنس أن يأتى بمثله أو بعض آياته، منزلا بلغة العرب ليس فى حقيقته تحدياً فحاش الله أن يتحدى ربنا عباده، فالله أعلى وأجل وخلقه مأتمرون بأمره، ولكن هو بمثابة وسيلة إقناع واضحة وضوح الشمس ودليل عملى يشترك فيه البشر كما فعل السحرة بسحرهم وكما أبدع العرب بلغتهم فجاء الحق من عند ربنا ليهيمن على كل ذلك وكل دليل من عند الله لايأتى خارج إطار معرفة الناس. ونعود إلى الحوار العلوى مابين رب العزة سبحانه وتعالى والملائكة لقد المحت الملائكة، كما ذكرنا، إلى أنها أفضل من الإنسان. فما هو الشئ الذى تجهله الملائكة وبه سوف تقر وتقتنع بأن يكون آدم ومن بعده ذريته خليفة لله فى الأرض؟ لقد أصبحت هناك مقارنة مابين فريقين رئيسيين فريق الملائكة، المخلوقة من النور، والتى تسبح بحمد الله وتقدس له وبين الإنسان،الذى خلق من طين، الذى قرر الله أن يكون خليفة له فى الأرض. وهنا يجب القول أن إبليس قد إتخذ قراره بعدم السجود كبرا وعلوا ومن ثم فهو لا يعنيه الحوار الدائر بين الله وملائكته. لقد أخفى إبليس فى قراره فى نفسه ولم يظهر معصيته إلا عند السجود كما جاء فى سورة ص " إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) " وهنا يتضح أن أمر السجود سبق تمام خلقة آدم. ولكن ربنا عز وجل عرض قراره بأن يكون الإنسان خليفة لله فى الأرض وتكريمه له كان قبل تمام خلقته وإمتد النقاش بعدما نفخ الله فى آدم الروح. لقد كانت قناعة الملائكة بالسجود لآدم رحمة من الله بهم وإرضاءً لهم وتوضيحاً لسبب أن يكون آدم خليفة لله فى الأرض، وهنا تتجلى عظمة الله سبحانه مع خلقه حتى من جُبِل منهم على الطاعة فتبارك الله أرحم الراحمين. ولكى نعرف الشئ المقنع للملائكة لابد أن ننتقل إلى موقف جاء ذكره فى سورة الأعراف حيث يقول ربنا عز وجل " وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) " لقد أخذ الله من آدم من ظهره ذريته وأشهدهم على أنفسهم كما جاء فى كتب التفسير ونأخذ منها ما جاء فى تفسير الدرر المنثور للسيوطى حيث أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { وعلم آدم الأسماء كلها } قال : علمه اسم الصفحة ، والقدر ، وكل شيء ، حتى الفسوة والفسية . وأخرج وكيع وابن جرير عن ابن عباس في قوله { وعلم آدم الأسماء كلها } قال : علمه اسم كل شيء . حتى علمه القصعة والقصيعة ، والفسوة والفسية ، و عن سعيد بن جبير في قوله { وعلم آدم الأسماء كلها } قال : علمه اسم كل شيء ، حتى البعير ، والبقرة والشاة . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { وعلم آدم الأسماء كلها } قال : ما خلق الله . وأخرج الديلمي عن أبي رافع قال « قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثلت لي أمتي في الماء والطين ، وعلمت الأسماء كما علم آدم الأسماء كلها » . وأخرج وكيع في تاريخه وابن عساكر والديلمي عن عطية بن يسر مرفوعاً . في قوله { وعلم آدم الأسماء كلها } قال « علم الله في تلك الأسماء ألف حرفة من الحرف وقال له : قل لولديك وذريتك يا آدم إن لم تصبروا عن الدنيا فاطلبوا الدنيا بهذه الحرف ، ولا تطلبوها بالدين فإن الدين لي وحدي خالصاً . ويل لمن طلب الدنيا بالدين ويل له » . وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله { وعلم آدم الأسماء كلها } قال : أسماء ذريته أجمعين { ثم عرضهم } قال : أخذهم من ظهره . وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس في قوله { وعلم آدم الأسماء } قال : أسماء الملائكة . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { وعلم آدم الأسماء كلها } قال : علم آدم من الأسماء أسماء خلقه ، ثم قال ما لم تعلم الملائكة فسمى كل شيء باسمه ، وألجأ كل شيء إلى جنسه . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { وعلم آدم الأسماء } قال : علم الله آدم الأسماء كلها ، وهي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس . انسان ، ودابة ، وأرض، وبحر ، وسهل ، وجبل ، وحمار ، وأشباه ذلك من الأمم وغيرها. لقد كان الرأى الغالب أن الله عز وجل علم آدم أسماء كل شئ كما روى عن بن عباس وغيره، ولكن ما لفت نظرى واتفقت معه هو قول ابن زيد الذى أخرجه ابن جرير وهو أن الأسماء التى تعلمها آدم هى أسماء ذريته عليه السلام. إن القول بأن آدم تعلم أسماء كل شئ من حجر وشجر وغيره فهذا قول يمكن مناقشته، فالثابت أن آدم خلق من تراب كما جاء فى القرآن الكريم فى سورة آل عمران "إنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)" وقد أمر الله ملائكته بأن تأتى بتراب من الأرض و ذهبت الملائكة إلى الأرض وأتت منها بالتراب، فكيف عرفت التراب من الحجر من الشجر ومن الطير؟. أيضاً من الثابت أن الجنّ كانت تسكن الأرض فكيف لاتعرف أسماء ما تتعامل معه من أشياء وهم قد استعمروا الأرض قبل آدم وذريته. من هنا فإنه من المستغرب ألا تعرف الملائكة والجنّ هذه الأشياء خاصة وأن هناك ملائكة موكلة بخلق الله مثل ملائكة الجبال والبحار. كذلك فقد عرفت الملائكة الدم والقتل والفساد وهى أسماء تفسيرها يحتاج للإلمام بأشياء أخرى كالجسد والعروق وأدوات القتل والموت ومعناه والإصلاح مقارنة بالفساد. إن قول ربنا للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة يدل على علمهم بالأرض، ولو سلمنا بعدم معرفتهم بذلك فإنهم ظُلِموا لأن الله علم آدم ولم يعلمهم وحاش لله أن يكون ظالما لخلقه لقوله عز وجل فى سورة ص " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46) ” . ومن ثم فلابد أن تكون تلك الأسماء مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بقول الملائكة نحن نسبح بحمدك ونقدس لك. كذلك فإن استكبار إبليس يدل على أن هناك مفاضلة مابين عباد الله من الملائكة و الجنّ وبين آدم، سواء بالعبادة كقول الملائكة نحن نسبح بحمدك ونقدس لك أو بالخلقة كما قال اللعين إبليس خلقتنى من نار و خلقته من طين. فإذا كانت أسماء الأشياء التى فى الأرض تعرفها الجنّ والملائكة وأما الأشياء المستقبلية فهى غيب على كل عباد الله فهل يمكن أن يسئل الله عباده عن الغيب وهو القائل عز وجل فى سورة النمل " قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) ". إذا الأسماء التى سئل الله عنها الملائكة والتى كانت بمثابة الحجة لصالح آدم مرتبطة بمقامات الخلق. فقد ورد فى كتب التفسير أن المولى عز وجل أخذ من آدم من ظهره ذريته وأشهدهم على أنفسهم وعرف آدم أسماء أولاده وأعمارهم ومن يدخل الجنة ومن يدخل النار كما جاء........ فإذا عرف كل الأنبياء والصالحين والأشقياء ووهب أربعين سنة من عمره لإبنه داوود فكيف لم يتعرف على محمد صلى الله عليه وسلم؟
وللحديث بقية باذن الله ةلكن لى رجاء عندكم وهو من شقين الدعاء والنشر لكل الاجزاء ليقرأ أكبر عدد من الناس فيعرف المؤمنين قدر نبيهم فيتبهون لشرف يقاتل من أجله ويواجه غير المسلم حقيقة كرهه التى يخفيها فى قرارة نفسه بقصد أو بدون
عدل سابقا من قبل جماع مسعود في الأحد 06 فبراير 2011, 7:57 am عدل 1 مرات | |
|
عمادأحمدالمبارك
مشرف القسم الاسلامى
المشاركات : 214
| موضوع: رد: محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى (3) الإثنين 24 يناير 2011, 7:22 pm | |
| | |
|
صلاح محمد على
مـراقـب
المشاركات : 363
| موضوع: رد: محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى (3) الخميس 27 يناير 2011, 8:02 pm | |
| | |
|
جماع مسعود
المدير العام
المشاركات : 461
| موضوع: رد: محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى (3) الخميس 27 يناير 2011, 11:30 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلى وسلم على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الغالين عماد وصلاح بارك الله فيكم على هذا المرور الطيب ولا حرمنا الله منكم بـوركتــــــــــــــــم
| |
|
صفوية بس
المشرفه العامه
المشاركات : 115
| موضوع: رد: محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى (3) الأربعاء 02 فبراير 2011, 4:38 am | |
| التحية والتجلا لك جيمو لعظمة هذا الموضوع وبانتظار المزيد | |
|
جماع مسعود
المدير العام
المشاركات : 461
| موضوع: رد: محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى (3) الأحد 06 فبراير 2011, 7:54 am | |
| يامراحب بالغاليه صفويه وتحايا بحجم هذا المرور الطيب وبارك الله فيك عزيزتى ولا عدمناك
بـوركتِ
| |
|