خواطر الوداع الأولى
إنى أسحب أقدامى
من تحت بساطك أرتحلُ ..
و أقول وداعاً قد سبقت
حزنى من بعدُ ومن قبلُ
نظرات صرت أُخبؤها
برموش الطرف المنهطلُ
أغلقت منابرك الأولى
خلف الأوهام و لا أملُ
الآن أُبارح أحلاماً
حمَلَتها فى شغف مُقَلُ
و أخذت عصاتى و رجعت
وعدك من حبى ينفصلُ
و أقول عساك تتابعنى
كلمات تصلُ و ما و صلوا
أحبابى بالوجد الراوي
آفاقى تيهاً يشتعلُ
أنا لست اكذب أنفاسي
إن سابق عينيك الوجلُ
سأمزق لحظاتٍ حُبلى
بحنين سكبته القبلُ
لا وصلك صار يؤرقني
لا بعدك قد همس الوصلُ
لا أنت كما كنت سماحاً
لا القلب بصدرك ينتقلُ
لمدى الاحساس بما أحوى
أو شوق أصبح يُختزلُ
أهواك و قد كنتُ قديماً
أخشى أقداراً تقتتلُ
للقائى فى الزمن النائى
ببيوت أغرقها السيلُ
إنى لا أملك أقدارى
لا أملكُ فى شمسك ِظلُ
لكنى املك احساساً
عذباً كالورد به طلُ
وجهى من بعدك مهترىء
من رمل جفائك يغتسلُ
بسمائك قد أزف فراقٌ
قد عشت بحسه أنفعلُ
و دماء فارقها الوله
و ديار ليست تكتملُ
لن اطرق الاّك نهاراً
إن عشش فى سقفى ليلُ
و أنا متكىءٌ فى صمتٍ
أتعلم سجعك أرتجلُ
الّمنى هجرك فى بلد
يقصدها الصمت و لا مَلَلُ
الآن سأختم كلماتى
لا أسفٌ يبدو لا خجلُ
هذى الأيام سأدفنها
لكن بالذكرى احتفِل