نستنشق الآهات ... لتسكن تلك
الجروح العالقة في جسد
نتأوه و نترنم .. على أنغام
ذكرى الأحبة ... فيحلّق بنا
الشوق إلى عالم آخر
صورة أحملها و قد تآكلت
أطرافها ... أحتضنها
كل مساء
تتساقط الدموع .. من عين
الحنين ... لتقع على تلك الصورة
الصمت سيد الموقف ... و ا لأشواق
تدفعني ... لكسر حاجز الصمت
و الخوف جيش
يغزو جسدي
ترتعد أطرافي .... و قلبي
بالتماسك يوصيني
استجمع تلك القوى المخنوقة
لأقف أمام نافذتي
أماني مذبوحة
تقتات على فتات .... ذكرى
في القلب محفورة
شارع الحي ... يكاد يخلو من الضياء
إلا من ضوء خافت ... تبعثه فوانيس
تعلقت على جنبيه
يخنقها الضباب
و الريح ... تعبث بالمكان
فغيرت كل المعالم
غريبا .. يبدو في عيني المكان
في دهشة المشاعر
و شحوب الملامح
فتحت نافذتي ... لأتنفس عبق
تلك الذكرى التي تسكنني
لأنعش عشقي القديم هناك
تتساقط أوراق الكآبة
في ذلك الشارع
حاله مثل ... حالي
الحزن يغمره ... و الشوق يملأه
لكنه لا يبالي ... و يبدوا بمظهر المتماسك
و لا يزال .. المكان حتى من المارة خالي
يشكو .. في همس و سؤاله
أين الأحبة ؟
لقد كانوا هنا ... يلتقون
و في ذلك الاتجاه ... يركضون
على جنباتي ... يتسامرون
و لأحلامهم في تلك الزاوية
يزرعون
هنا يلتقون .. و من هنا
صباحا يفترقون
أيها العاشقــــــــــــــون :
قصص لكم .. لا زالت هنا
تتجدد
و أصواتكم ... صداها في
كل المكان يتردد
هل كتب القدر ... الفراق في صفحاتكم ؟
فورب السماء .. إن كان حقا
فاني أشعر بما أنتم
فيه من عناء
همسات .. أطلقها ذلك الشارع
لتقع في قلب ... بالحب مثقل
نظرت إلى السماء ... و قد مال القمر
و التحف سحابة عابرة
غطت منتصفه
عدت إلى تلك الصورة التي أحملها
فأسدلت ستائر ... نافذتي و احتضنت
صورتي ... كما هي عادتي
وضعت رأسي .. على مخدتي و قلت
سأنام ... كما نام ذلك القمر
و غدا يا شارع الحي لنا لقاء