سامحنى..فقد افسدت الورقة بدموعى....

تعالى يا ابنتى

فقد طال انتظارى لك وخفت ان لا تأتى فتتبعثر الكلمات من فؤادى

وهل اصبحت شاعرا يا جدى ؟؟

ما انا بشاعر يا ابنتى ولكنى احس ما اكتب واكتب ما احس

اذن لما لم تكت ما تحسه الآن يا جدى

ما احسه الآن يا ابنتى ما احببت يكتبه احد فى الكون سواك

انا يا جدى ؟؟

نعم انت صغيرتى

ولكن هذه فترة استراحتى من الدراسه واحببت ان اقضيها مع صديقتى ولكن اعدك جدى ان ..............


لا يا ابنتى فقد يذهب الاحساس ولا ادرى متى يعود


ولكن جدى ...


اكتبى صغيرتى فقط اكتبى

اذن هيا جدى انا الان كلى آذان صاغيه

انا من القليل الذين اخذوا من الدنيا اكثر من ما توقعوا ان تعطيهم

وان مت اليوم فلست بنادم على شيئ لم اواكبه فى دنيتى

لا تقل هذا جدى فلك طول العمر باذن الله
لا تقل هذا مرة اخرى يا جدي
لو تعلم كم احبك جدى....

ويعلم الله كم احبك صغيرتى

اكتبى ولا تقاطعينى صغيرتى

كنت فيما مضى صغيرتى احب ما اعمل

ولم اكن مبالغا فى ما احلم به

وقد كانت الدنيا معى حاتمية فى العطاء

عشقت حسناء فيما مضى

وكنت احسد نفسى ان ظفرت منها بنظرة

جمال يعتليه ادب واحتشام

ما اختلف اثنان فى كونها مثال البنت المثالية فى كل شيئ

هى جدتك صغيرتى

هل احببت جدتى يا جدى ؟؟

وهل علمت ان هناك احد عرف جدتك ولم يحبها يا ابنتى ؟؟

اعنى جدى هل كنتما تتبادلان كلمات العشق والغرام ؟

العشق هو العشق يا ابنتى وان اختلفت الوسائل فى التعبير

واعلم انكم تظنون ان من سبقوكم من اجيال صم القلوب

اكتبى يا ابنتى





كم كنت اتمنى ان تقبل بى زوجا

وكم كنت سعيد الحظ ان كانت من نصيبى

وظننت ان لا شيئ بعدها قد يعدل سعادتى بها

خشيت فيها الله

وكنت اذكر كل حين قوله صلى الله عليه وسلم ما اهانهن الا لئيم

كنت فيما مضى احرص على مسح حذائى بنفسى

خشية ان اكون قد اهنتها ان طلبت منها ذلك

وقد شعرت جدتك ذات يوم بهذا وانا اسرع فى اخذ حذائى من يدها


فحاصرتنى بالاسئله


ولم اطل فى صمتى واخبرتها بما يمنعنى من ذاك

فطلبت منى ان اغمض عينى

وما ان فعلت حتى احسست بدفء انفاسها فى قدميى وهى تقبلهما

..قلت لها ما حملك على فعل هذا




فقالت لى ما شعرت بالاهانه واناجاثية على ركبتيى اقبل قدميك فهل اشعر بها وان


امسح حذائك



عندها علمت انى من القلائل الذين حباهم الله بالمرأه الصالحه

وكم كانت سعادتنا ونحن نستقبل مولودتنا الاولى


وكانت امك يا ابنتى

كانت تشبهك تماما

سعدت بها كما لم يسعد اب بابنته

العديد ممن عرفنى ظن اننى دللتها اكثر مما يجب

ولكن ليس بيدى

فدمعة من عيبنيها تدك كل حصون حدتى

واتفجر ينابيع من حنان
ويزدا فرحى وانا اراها تكبر فى كنفى

واكتمت سعادتى عندما ما جاء والدك طالبا امك للزواج

سعدت اكثر وانا ارى صغيرتى تستعد لتقتحم عالم الامومه

حينها اشعر وكأن الدنيا قد خلقت من اجلى

كنت فيما مضى اسمع ان لا يعدل حب الابن

الا حب الحفيد

ولم ايقن هذه الحقيقه الى ان اشرق نورك فى حياتى يا ابنتى

فلم ادرى من منكما اخذ قلبى

امك التى جعلتى اسعد انسان ما ان قالت لى كلمة (( ابى ))

ام انت يا صغيرتى وانا لا اطيق بعدك لساعة واحده

فأنت ابنة امك التى احببت

وامك ابنة جدتك التى عشقت

فانت عشق تولد من عشق تولد من عشق

ارى فيك كل حياتى التى مضت




كم احبك صغيرتى





انتهت كلماتى يا ابنتى

واحببت ان تكتبى دون سواك لانك منهى العشق

وسامحينى يا ابنتى ان كنت قد افسدت عليك فترة راحتك



























فلتسامحنى انت جدى







فقد افسدت الورقة بدموعى